إذا سمعت من قبل عن "احتكاك الركبة" أو "خشونة الركبة"، فإنهم يشيران إلى حالة اسمها التهاب المفاصل الركبي (Knee osteoarthritis)، وهي حالة تتميز بتلف وتآكل الغضروف الموجود في المفصل، مما يؤدي إلى التهاب المفاصل وظهور الألم وصعوبة الحركة.
تعد هذه الحالة شائعة جدًا بين كبار السن، وهي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. ويمكن أن تسبب التهاب المفاصل الركبي أيضًا التيه إلى صعوبة الحركة وضعف العضلات، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الحركة اليومية والأنشطة الروتينية.
هي حالة طبية شائعة تختفي فيها الطبقة التي تفصل بين عظام الركبة، وتسمى هذه الطبقة الغضاريف، ويؤدي ذلك إلى احتكاك عظام المفصل ببعضها البعض بشكل عنيف. ونتيجة لاحتكاك الركبة يحدث ألم وتيبس المفصل وصعوبة الحركة.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى احتكاك الركبة ونوضحها كالتالي:
مع تقدم العمر يصاب الغضروف بالضعف ويصبح أقل مرونة، وذلك يجعله أكثر عرضة للتلف، ويُزيد احتمالية احتكاك الركبة.
يُعد الشخص المصاب بزيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة باحتكاك الركبة مرتين من الشخص صاحب الوزن المثالي، وذلك لأن الركبتين هي المفاصل الأساسية في حمل وزن الجسم.
يُعد اصطدام المفاصل من أكثر الأسباب لحدوث احتكاك الركبة، وهو ينتج لأسباب كثيرة مثل:
صدمة المفاصل
كسر في العظم
الإصابات الخطيرة
تلف المفصل نتيجة لعملية جراحية
كل هذه الإصابات تؤدي إلى حالة الفصال العظمي، والذي لا يظهر مباشرة ولكن تظهر الأعراض بعد سنوات عديدة من الإصابة.
تتأثر إصابة الإنسان بالمرض بوجود تاريخ عائلي للمرض، فإذا كان أحد الأبوين مصابًا بهشاشة العظام فهذا يزيد فرصة الأطفال بالمرض.
حيث أثبتت الدراسات أن 40% إلى 65% من حالات احتكاك الركبة تتأثر بالوراثة.
يوجد بعض الأمراض والعيوب الخلقية المرتبطة بمرض احتكاك الركبة مثل:
مرض النقرس
التهاب المفاصل الإنتاني (septic arthritis)
التشوهات الخلقية
ضعف محاذاة العظام
التشخيص
هناك العديد من الاختبارات لتشخيص مرض احتكاك الركبة كالتالي:
1-فحوصات الدم: تساعد في تحديد نوع التهاب المفاصل.
2-الفحص البدني: يحتاج المريض في البداية لفحص الجسم بدنيًا
3-الأشعة السينية: تُفيد في التعرف على التآكل الغضاريف، تَشكل نتوءات كبيرة، تضييق مساحة المفصل، كما أنها تُفيد في التشخيص المناظر لنفي الإصابة ببعض أمراض المفصل الأخرى.
4- بذل المفصل (Arthrocentesis): هذا الإجراء يستخدمه الطبيب في عيادة، فيتم سحب عينة من سائل المفصل باستخدام إبرة معقمة، ويتم فحصها معمليًا للتأكد من وجود شظايا غضروف أو عدوى أو نقرس.
5-منظار المفصل (:Arthroscopy) يستخدم الطبيب المنظار المزود بكاميرا صغيرة، للحصول على صورة حية واضحة للتلف الذي لحق بالمفصل.
6-أشعة الرنين المغناطيسي: توفر هذه التقنية صوراً أفضل للغضاريف للكشف المبكر عن تشوهات الركبة.
طرق الوقاية من الإصابة باحتكاك الركبة:
1-الحفاظ على الوزن المثالي وعدم الإصابة بالسمنة. قد تؤدي زيادة الوزن إلى:
الإصابة باحتكاك الركبة.
التهابات الركبة نتيجة زيادة إفراز السيتوكينات.
2-تقليل فرص إصابة الغضروف بشكل مباشر وذلك باتباع التعليمات التالية:
الحفاظ على عدم التعثر أثناء الحركة.
ارتداء أحذية مناسبة.
استخدام الأدوات للوقاية أثناء ممارسة الرياضة.
إجراء الاختبارات التي يقترحها طبيب العلاج الطبيعي مثل: اختبار الوقوف ومحاذاة العظام (Posture and bone alignment tests)، والذي يساعد في تقييم الحالة، والكشف المبكر عن أي خلل.
تجنب إجهاد مفصل الركبة، مثل تجنب التمارين التي تستلزم ثني المفصل مثل القرفصاء وغيرها.
زيارة الطبيب وطلب المساعدة، لمنع تطور الحالة ووصول احتكاك الركبة الناتج عن التهاب المفاصل لمراحل متقدمة.
هناك العديد من طرق العلاج ولكنها تعتمد على مدى تطور حالة المفصل، ومن هذه الطرق التالي:
فهي سائل لزج موجود طبيعي في الغضروف والسائل المفصلي، تُحقن داخل المفصل بأوقات وجرعات مختلفة طبقًا لنوعها وطريقة تحضيرها.
فبعض الأنواع تُحقن كل 3 أسابيع ونوع آخر يُحقن مرة واحدة،وتستخدم في الحالات المبكرة ولا تؤدي نتيجة مؤثرة في الحالات المتقدمة أو حالات الارتشاح المفصلي.
فهي تساعد على تخفيف الألم وتحسين حركة المفصل، ويستمر تأثيرها من 6-8 أشهر ويمكن تكرارها بعد تلك المدة، كما أن سرعة الاستجابة تختلف من شخص لآخر ومن حالة لأخرى، لذلك لا يمكن التنبؤ بمدى الاستجابة.
كما أن لها أثارًا جانبية طفيفة مثل: حدوث ألم في اليوم التالي للحقن، ولكن يزول تدريجيًا ويبدأ التحسن، كما أن هناك بعض الأشخاص لديهم حساسية ضد هذه المواد.
تُحضر البلازما من دم المريض، عن طريق فصل البلازما عن خلايا الدم، وتستخدم البلازما لأنها غنية بالصفائح الدموية التي تحتوي على عوامل تساعد على تقليل الالتهاب، وتُحقن في الركبة.
تُستخدم في الحالات المبكرة والمتوسطة ولا تستخدم في المراحل المتقدمة، وتشير الدراسات الحالية إلى أن فوائد حقن البلازما تقتصر فقط على تخفيف الألم، ولكن لها دور أيضًا في تأخير تطور احتكاك الركبة، لذلك فهي من الحقن صاحبة الأفضلية في طرق العلاج.
تفيد في تخفيف الألم، ولكن يُحذر الأطباء من استخدامها في حالات حدوث ورم في المفصل أو ارتشاح مفصلي، وفي هذه الحالات يُنصح بكمادات الثلج أو الماء البارد لتقليل التورم.
تهدف التمارين البسيطة والأجهزة لتحسين حركة المفصل، وتقوية العضلات، والمشي بصورة طبيعية.
تستخدم العكازات في حالات الألم الشديد، وتورم المفصل، وبذل جهد عند المشي لمسافات طويلة، فيستخدم المريض عكازًا خفيفًا لليد لتقليل الحمل على الركبتين، لأن الدراسات العلمية أثبتت أن استخدام العكاز يقلل الجهد على الركبتين بشكل كبير.